نشرة أنيرا الإخبارية

شتاء 2022

تقليص معدلات الزواج المبكر في لبنان

تقليص معدلات الزواج المبكر في لبنان


أجرى فريق أنيرا مقابلات مع فتيات في عكار بلبنان ممن أصبحن في سن يتعرضن فيه لخطر الزواج المبكر.

بالرغم من عقود مليئة بالتقدم، لا تزال العديد من النساء والفتيات محرومات من حقوق الإنسان الأساسية في الصحة والتعليم والفرص الاقتصادية وحياة خالية من العنف. واستجابة لذلك أطلقت أنيرا مؤخراً برنامجاً في لبنان مدته سنتان بهدف معالجة أحد أكثر العقبات التي تحول اليوم أمام المساواة بين الجنسين وهي: زواج الأطفال والزواج المبكر والزواج القسري.

حملت المبادرة التجريبية عنوان مشروع سما. تمثل كلمة "سما" اختصاراً لشعار "حماية اليافعين عبر تقديم مساعدة ذات مغزى" ، بالإضافة لمعناها في اللغة العربية الذي يعني "السماء". ويعنون اختيار هذا الاسم الاعتقاد الأساسي للبرنامج: لا حدود للفتيات الصغيرات إلا حدود السماء.

يمول مشروع سما من قبل مؤسسة فورث الخيرية "The Forth Foundation"، والتي لجأت لمنظمة أنيرا بهدف تصميم وتنفيذ البرنامج. واستعانت منظمة فورث بالبروفيسور أنجو مالهوترا، وهو خبير دولي معروف في قضايا زواج الأطفال، وزميل زائر في المعهد الدولي للصحة العالمية التابع لجامعة الأمم المتحدة في منصب مستشار مشروع.

يقول البروفيسور مالهوترا: "نعيش للأسف في عالم تضيع فيه طفولة ملايين الفتيات وتدفن فيه فرصهنّ في امتلاك مستقبل صحي ومزدهر لمجرد أنهنّ تزوجن خلال سنوات المراهقة. لذلك، فإن التأكد من حصول هؤلاء الفتيات على فرصة امتلاك مستقبل حقيقي أمر بالغ الأهمية، ليس فقط لحماية حقوقهن ورفاههن، ولكن أيضا لضمان عدم ضياع الجيل القادم."

هناك ما يقدر بنحو 650 مليون عروس قاصر في جميع أنحاء العالم. وتتفاقم هذ المشكلة في لبنان بشكل خاص في مجتمعات النازحين. فعلى سبيل المثال، تتزوج حوالي 40٪ من اللاجئات السوريات ممن تتراوح أعمارهن بين 20 و24 سنة قبل سن 18.

تظهر الأدلة العالمية والإقليمية أن أكثر الطرق فعالية في مكافحة زواج الأطفال هي اقتران التعليم بالنقود نظراً لأن الفتيات غالباً ما يتم اعتبارهنّ عبئاً اقتصادياً على الأسرة. الأمر الذي يجعل المساعدة الاقتصادية المصممة خصيصاً لدعم تعليم الفتيات أمرا ضروريا لكسر حلقة التسرب من المدرسة وزواج الأطفال. وقد تم تصميم مبادرة أنيرا الجديدة لتحقيق ذلك.

أدى الانهيار الاقتصادي الأخير في لبنان إلى زيادة معدلات البطالة بشكل كبير، ولا سيما بين اللاجئين السوريين. وفي مواجهة صعوبات اقتصادية غير مسبوقة، تنظر العائلات إلى الزواج المبكر على أنه فرصة لتقليل أعبائها المالية ومساعدة الفتيات على تأمين احتياجاتهن الأساسية. ستدعم سما بشكل مباشر ما لا يقل عن 600 فتاة من اللاجئين والمجتمعات المضيفة للاجئين في منطقة عكار شمال لبنان.

وتقول مديرة أنيرا في لبنان السيدة سمر اليسير: "تُجبر كثير من الفتيات على الزواج لأن عائلاتهن يائسة من وضعها المعيشي، خاصة في أوقات الأزمات الاقتصادية التي نراها الآن."

مشروع سما هو مبادرة فريدة وشاملة ومتعددة الأبعاد تجمع دعم التعليم لدى الأسر المستفيدة من برنامج الحد من الفقر مع إشراك المدافعين عن الحقوق من ضمن المجتمع لتغيير الأعراف السائدة في لبنان.

ولضمان فعالية هذا التدخل على المدى الطويل تقوم أنيرا بإشراك أفراد المجتمع وتوجيه مجموعات من المؤثرين المجتمعيين على أهمية التعليم المستمر للفتيات بهدف تغيير أعراف المجتمع التي تشجع زواج الأطفال.

"أرى أحلامي من خلال عيني ابنتي وهي ترتدي ثوب التخرج وتقبل على النجاح عبر تجاوزها الحواجز والقيود."
- مقابلة مع أم مشمولة في مشروع سما.

دعم الأطفال الفلسطينيين عبر التبرع بالأسهم
أحدث القصص من أنيرا

بالأرقام

مشروع سما

من 13 إلى 16

الفئة العمرية للفتيات المشاركات في المشروع في لبنان لكونهنّ الأكثر عرضة للزواج المبكر.

3 من أصل 10

عائلات في لبنان امتنعت عن الإنفاق على التعليم بسبب الاقتصاد المنهار. غالباً ما تجبر الفتيات على ترك المدرسة.

51%

من الأسر الأشد فقراً تعيش في محافظة عكار، وهي المنطقة التي يستهدفها مشروع سما.

200-250 دولار

تدفع كراتب شهري لأكثر من 650 عائلة في عكار لتعويض تكاليف الضروريات الأساسية، مما يخفف الضغوط على العائلات لتزويج بناتهنّ.

من المزارع إلى الفصول

يقدم برنامج أنيرا في غزة وجبات إفطار صحية وطازجة لطلاب مرحلة رياض الأطفال بصورة يومية تشجع على إقامة شراكات مجتمعية مستدامة وطويلة الأمد بين الأسر المزارعة والنساء العاملات والمدارس.

يؤمن المزارعون والنساء في التعاونيات النسوية دخلهم إلى جانب تحقيقهم سلاسل قيمة من خلال تلبيتهم الطلب المحلي باستخدام عمالة وإنتاج محلي. يستفيد من خلال ذلك أصحاب المشاريع والعاملون لديهم من خلال توفير المعدات الزراعية، والتعبئة، والتغليف والغذاء وغيرها من المواد اللازمة لأنشطة البرنامج.

تقوم أنيرا بتركيب أنظمة تنقية المياه والألواح الشمسية على أسطح المدارس والجمعيات التعاونية، وبالتالي يحصل الطلاب وأعضاء التعاونيات على مياه صالحة للشرب ومصدراً موثوقاً للكهرباء. وبهذا تتمكن هذه المراكز المجتمعية من توفير المال واستثماره في تقديم مزيد من الخدمات للأطفال والنساء المعتمدين عليهم.

يشجع دعم الأسر الزراعية على الاستخدام الرشيد للموارد الطبيعية. فمثلاً تعمل الألواح الشمسية على تشغيل أنظمة الري، وتحد الخيم الزراعية ونمط الزراعة المائية من هدر الموارد المائية.

تشيع في غزة العزلة المفروضة على أساس الجنس. لهذا تشجع مشاريع "من المزارع إلى الفصول" الأمهات أثناء تواجد أطفالهن في المدرسة، على الاستفادة من المساحة العامة والآمنة التي توفرها الجمعيات التعاونية للنساء ليحصلن على تواصل اجتماعي خارج حدود منازلهنّ.

تقف وجبات الإفطار المقدمة في وجه سوء تغذية الأطفال وتعزز نموهم العقلي والبدني خلال سنوات تكوينهم. تبلغ نسبة الحضور في المدارس التي تمتلك هذا البرنامج ما يقارب 100%.

قامت أنيرا بتوزيع عدد ومستلزمات علاج إصابات الحروق على فرقة الإطفاء في بيروت في كانون الأول. تبرعت بهم منظمة Direct Relief في أعقاب الكوارث والحرائق البيئية التي عصفت بلبنان في العاميين المنصرمين. المصور هشام مصطفى.

lebanon, burn-kits, fire-brigade 281A9401-EDIT