أزمة المياه في غزة تعرّض الآلاف لخطر الموت

نشر في:

وضع الماء في غزة كارثي. حتى قبل الحرب لم تكن المياه الصالحة للشرب متوفرة بشكل كبير. اعتمد السكان علىحوض مياه جوفية مالحة وملوثة وكان هذا المصدر متناقصًا، بالإضافة إلى الأعداد محدودة من محطات تحلية المياه التي لم تكن كافية لتلبية الاحتياجات المحلية، وقد أدى ذلك إلى نتائج كارثية حيث أثبتت دراسات أن 97% من مياه غزة غير صالحة للاستهلاك البشري.

قبل الحرب، كان لدى كل فرد فلسطيني في الضفة الغربية وغزة قدرة للوصول إلى 80 لترًا فقط من المياه يوميًا، وهو رقم يقل عن الحدّ الأدنى المحدد من قبل منظمة الصحة العالمية بِمئة لتر. ومنذ بداية الحرب، انخفض متوسط استهلاك المياه لجميع الأغراض في غزة إلى ما بين لترين أو ثلاثة لترات يوميًا للشخص، ومعظم هذه المياه ليست صالحة للشرب أو للاستعمال البشري حتى.

لوضع الأمور في سياقها، يستهلك المرحاض حوالي ستة لترات من المياه عند كل استعمال، وغسل اليدين بشكل صحيح يتطلب ما لا يقل عن أربعة لترات من المياه في كل مرة، ويستهلك الاستحمام لمدة خمس دقائق ما يقارب الـ 40 لتر من المياه، والطهي عادةً ما يتطلب ما لا يقل عن لترين من المياه يوميًا.

ثلاثة لترات هي الحد الأدنى اللازم من الماء الذي يحتاجه الإنسان للشرب لتجنب المشاكل الصحية المرتبطة بالجفاف، بما في ذلك أضرار وفشل الأعضاء في الجسم!

يلجأ أهل غزة إلى شرب مياه مالحة و ملوثة بمياه الصرف، بينما مصادر المياه المتبقّية أصبحت ملوثة بشكل كبير بسبب اختلاطها مع الصرف الصحي، لاسيما بعد انهيار شبكة الصرف الصحي الناتج عن نقص الوقود والدمار بسبب الغارات الإسرائيلية العنيفة. الأعراض الأكثر شيوعاً للأمراض الناجمة عن المياه الملوثة، التي بدأت بالظهور في غزة، تتضمن الآلام في المعدة، والحرارة المرتفعة والغثيان والقيء والإسهال… والأطفال هم الأكثر عرضةً لهذا النوع من الأمراض.

تزداد الأمراض السارية نتيجة لندرة المياه، وازدحام قطاع الرعاية الصحية الذي أصبح بحالة انهيار شبه كامل. في بعض الملاجئ الأكثر ازدحاماً في الجنوب، هناك مرحاض واحد لكل 600 شخص، دون مياه بشكل دائم.

كان هناك حصار كامل على غزة في الأيام الـ 14 الأولى من الحرب، حيث لم يدخل أي شيء على الإطلاق. منذ 21 أكتوبر، عندما تم السماح أخيرًا بدخول المساعدات الخارجية إلى غزة، لم تمر خلال هذه الفترة إلا 650 شاحنة عبر الحدود – وهو قرابة عدد الشاحنات التي كانت تدخل يومياً إلى غزة قبل الحرب. لم تسمح اسرائيل بإدخال الوقود اللازم لتشغيل شبكات المياه في غزة واستمرار عمل مراكز الرعاية الصحية والمستشفيات.

بدلاً من ذلك، قد نقلت بعض الشاحنات مياه معبأة وجالونات عبر الحدود. المياه التي دخلت حتى الآن تلبي احتياجات ما بين 15,000-66,000 شخص يوميًا، أي نسبة 0.6-2.6% فقط من سكان غزة. بدت هذه المساعدة المحصورة في الجنوب كمن يضع لاصقًا على طرف مبتور.

تستمر الضربات الجوية المتواصلة في تدمير البنى التحتية المائية الحيوية. في الفترة بين 4 و5 تشرين الثاني، ضربت اسرائيل سبع منشآت مائية في جميع أنحاء غزة، بما في ذلك خزانات في مدينة غزة ومخيم جباليا ورفح – الذي يقع في “المنطقة الآمنة “حيث يلجأ السكان المهجّرون قسرًا من مناطقهم. وفي حين بقيت بعض آبار المياه ومحطات تحلية المياه في جنوب غزة تعمل بقدرة محدودة بسبب نفاد ما تبقى من الوقود، تقوم المحطات والمراكز الصحية والمستشفيات في إغلاق أو تقليص خدماتها. عند الانقطاع الكامل للوقود ستضطر في النهاية هذه المراكز إلى الإغلاق الكلي.

هناك خطين لتزويد المياه يعملان في منطقة الجنوب “الآمنة” فقط، ولكن الأمم المتحدة تقول إن هناك مشاكل تسرب كبيرة حيث تبين أن أحد الخطين يُسرِّب 70% من المياه بسبب الضربات العنيفة.

التوزيع عبر الشاحنات يظل الطريقة الرئيسية لتوزيع المياه في غزة ولكن الأمر يصبح شبه مستحيلًا مع تدمير الطرقات ونفاد الوقود.

نظام تحلية المياه الذي يعمل على الطاقة الشمسية، الذي قامت منظمة “أنيرا” بتركيبه في روضة غصن الزيتون في رفح في وقت سابق من هذا العام. يوفر هذا النظام حاليًا مياه نظيفة لـ 750 شخصًا في المنطقة ويولِّد طاقة لتوفير شحن الهواتف المحمولة وبطاريات صغيرة أخرى.

أوصلوا المياه إلى غزة

ندعو بشكل عاجل السماح بدخول الوقود بشكل كبير في شحنات المساعدات إلى غزة، لضمان الوصول إلى مياه شرب نظيفة وتفادي العواقب الخطيرة لتراكم الصرف الصحي. إعادة بناء شبكات المياه والكهرباء أمر ضروري، و يجب على المجتمع الدولي أن يتّخذ إجراءات حازمة لوقف القصف وإصلاح الدمار الذي ألحق بالأرواح والأملاك والبنية التحتية. الوقت عنصر أساسي، وندعو للعمل الفوري والمشترك للحد من معاناة وحماية حياة الشعب الفلسطيني في غزة.

إذا سُمح للوضع في غزة بالاستمرار بالتدهور دون أي تدخل، فسيموت آلاف الأشخاص بسبب الأمراض والقلق والخوف الشديد. هؤلاء الضحايا الأبرياء لن يظهروا في القوائم الرسمية التي تحسب الذين قتلوا بسبب أعمال العنف الناتجة عن الغارات، ولكن إن وصل الأمر لذلك، يجب أن يكونوا على تلك القوائم!

[مصدر الإحصائيات في هذا المنشور: UNOCHA.]

OUR BLOG

Related

English في هذا السجل، ستقدم أنيرا تحديثات حول الوضع المتغير في فلسطين و استجابتنا. يرجى متابعة هذه الصفحة للحصول على أحدث المعلومات. 17 نيسان 2024 اليوم، قام فريق أنيرا في غزة بتوزيع 23,000 وجبة ساخنة من الدجاج والأرز في مطبخنا…

Read More

وصلت اللحظة التي كنا نخشاها منذ السابع من تشرين الأول / أكتوبر، لقد فقدنا أحد زملائنا الأعزاء في غزة. بقلب ثقيل، تعلن أنيرا عن استشهاد زميلنا موسى شوا، شهيد العمل الإنساني، في 8 آذار / مارس 2024 في الزوايدة –…

Read More
Read More

تبرع اليوم وغير حياة إنسان إلى الأبد