أنيرا وبلدية عين إبل تطلقان مشروعاً رائداً للطاقة الشمسية في جنوب لبنان

عين إبل، جنوب لبنان – 30 تشرين الأول 2025 – أطلقت أنيرا و بلدية عين إبل مشروعاً مبتكراً للطاقة الشمسية يهدف إلى تأمين طاقة نظيفة وغير مكلفة وموثوقة لأبناء البلدة. ويُعدّ هذا المشروع الأول من نوعه لأنيرا من حيث اعتماده آلية المنح القابلة للاسترداد، ما يشكّل نموذجاً جديداً للتنمية المجتمعية المستدامة في قطاع الطاقة في لبنان.

سيعود هذا المشروع بالفائدة المباشرة على نحو 200 أسرة (أي ما يقارب 1,000 شخص)، كما سيساهم بشكل غير مباشر في دعم 640 أسرة إضافية (حوالي 3,200 شخص).

ومن المتوقع أن يحقق النظام، بعد دخوله الخدمة، انخفاضاً ملحوظًا في الكلفة الإجمالية لكل كيلوواط/ساعة لجميع سكان عين إبل. وعلى مستوى البلدية، تشير التقديرات إلى أن المشروع سيؤمن وفراً متوسطاً بنسبة 20% خلال السنة الأولى، ليرتفع إلى نحو 50% بعد انتهاء فترة السداد. وسيُعاد استثمار هذا التوفير في صيانة النظام وتمويل مشاريع تنموية محلية مستقبلية، بما يضمن نموذجاً ذاتي الاستدامة للطاقة في عين إبل.

وقالت المديرة القطرية لأنيرا في لبنان والأردن، سمر اليسير: «يعكس هذا التعاون كيف يمكن للمجتمعات المحلية والمنظمات غير الحكومية أن تعمل يداً بيد لبناء حلول مستدامة وطويلة الأمد. فمن خلال منحة قابلة للاسترداد بفائدة 0% وآلية لتقاسم الكلفة، أصبح بإمكان البلدية والأهالي تحمّل كلفة الاستثمار الأولي وتسديدها من توفيرات فواتير الطاقة.»

تم تصميم المنحة القابلة للاسترداد بما يضمن الاستدامة على المدى الطويل، إذ سيتم توجيه الأموال المسدّدة من البلدية إلى صندوق تمويل متجدّد يمكّن أنيرا من تنفيذ مشاريع طاقة شمسية مماثلة في بلدات لبنانية أخرى تواجه أزمات كهرباء مزمنة.
عين إبل، البلدة التي كانت هدفاً مباشراً خلال الحرب الأخيرة، تواصل إظهار صمودها ورؤيتها التقدّمية. وفي ظل الأزمة الاقتصادية الممتدة في لبنان والنزاع القائم الذي أعاق الاستثمار في البنية التحتية للطاقة، يشكّل هذا المشروع خطوة حيوية نحو الأمام.

سيساهم نظام الطاقة الشمسية الجديد في تمكين الأسر وتوسيع نطاق الوصول إلى الكهرباء على مستوى البلدة بأكملها، كما سيوفّر دعمًا مباشرًا للبلدية من خلال تشغيل الخدمات الأساسية مثل ضخ المياه لخدمة السكان العائدين والمقيمين الحاليين.

وأكّد رئيس بلدية عين إبل، أيوب خريش: «هذا التعاون مع أنيرا يشكّل محطة أساسية في مسيرة عين إبل وأهلها. معاً نحوّل صمودنا إلى عملٍ ملموس، ونحوّل نور الشمس إلى طاقةٍ للاستقرار والتوفير والأمل. هذا المشروع لن يمدّ بيوتنا بالكهرباء فحسب، بل سيُعزّز ثقة مجتمعنا بمستقبلٍ مستدام.»

يمثّل هذا المشروع محطة استراتيجية لأنيرا، إذ يُدخل أسلوباً جديداً قائماً على تقاسم الكلفة وإعادة الاستثمار، ما يجعل منه نموذجاً قابلاً للتوسّع يُضاعف أثر الدعم المقدم من الجهات المانحة ويضمن استمرارية المشاريع على المدى البعيد.
من خلال هذا التعاون، تبرز عين إبل كرمزٍ للصمود والابتكار، لتؤكد أن المجتمعات، حتى في أوقات الأزمات والتعافي، قادرة على العمل معاً لبناء مستقبل مستدام.