فقدنا زميلنا العزيز موسى شوا، ستظل ذكراك حيّة بأنيرا

وصلت اللحظة التي كنا نخشاها منذ السابع من تشرين الأول / أكتوبر، لقد فقدنا أحد زملائنا الأعزاء في غزة. بقلب ثقيل، تعلن أنيرا عن استشهاد زميلنا موسى شوا، شهيد العمل الإنساني، في 8 آذار / مارس 2024 في الزوايدة – دير البلح. قُتل موسى بغارة جوية إسرائيلية وهو يرتدي قميص أنيرا بعد عودته من العمل في رفح. تعرضت زوجته وثلاثة من أبنائه لإصابات متوسطة، وابنه الأصغر كريم، البالغ من العمر ست سنوات، يتلقى العلاج بالعناية المركزة في الوقت الحالي.

كان موسى مع العديد من أفراد عائلته (لا نعرف العدد الدقيق حتى الآن)، ضحية لضربة جوية إسرائيلية. كان عمره 41 عامًا وكان يقيم في مدينة غزة قبل أن يضطر هو وعائلته للإخلاء إلى دير البلح بعد بدء الحرب.

كان موسى محل ثقة في فريق أنيرا في غزة لمدة تقارب 15 عامًا، بدأ العمل معنا كسائق وحارس وانتقل لاحقًا إلى دور منسق اللوجستيات والدعم. كانت معرفة موسى وخبرته لا غنى عنها في توصيل المساعدات إلى حيث كانت مطلوبة بشكل أكبر، فقد كان بارعًا في حل المشاكل وإنسانيًا مخضرمًا يؤمن بشدّة برسالة أنيرا.

“كان موسى أول وجه رأيته عندما دخلت غزة وآخر ما رأيته عندما غادرت،” تقول ساندرا رشيد، مديرة أنيرا في فلسطين. “كان يتأكد من أنني بأمان طوال الوقت الذي كنت فيه في غزة. كان حارسًا، ولديه الكثير من الحب لعائلته. دعاء، زوجته، كانت حب حياته، وكان يفعل المستحيل من أجل أطفاله. كان ملتزمًا جدًا بأنيرا وعمله، فكانت عائلته في أنيرا تعني الكثير بالنسبة له. أنا اليوم مدمرة ومصدومة، لا أستطيع أن أصدق أنني لن أسمع ضحكته الجميلة مرة أخرى!”

يقول شون كارول، المدير التنفيذي لأنيرا “بالنسبة لي كان موسى عادةً أول وآخر شخص يعانقني في كل مرة دخلت وغادرت فيها غزة. من المؤلم جدًّا أن أعرف أنني لن أحصل على هذا العناق في رحلتي القادمة إلى غزة. لقد فقدت أنيرا وغزة وفلسطين والعالم شخصًا إنسانيًا ملتزمًا ويعمل بجد ليجد طريقًا للأمل، واستشهد بسبب جهوده هذه. نصلّي من أجل الشفاء الكامل والسريع لزوجته وأطفاله المصابين، وسنستمر في العمل من أجل الوصول لوقف فوري وكامل وعادل لإطلاق النار.”

هذه الأنباء المأساوية تؤكد النداء العاجل من أنيرا لوقف هذه الحرب فورا، لقد قتل الكثير من الأبرياء! كفانا!