على العالم أن يتّحِد لوقف الجوع في غزة

نشر في:

لا ينبغي للأمن الغذائي أن يكون مثيراً للجدل!

ذكر سامي مطر، أحد موظفي أنيرا في غزة، أن صديقًا له، ما زال في شمال قطاع غزة، قد خسر ابنه البالغ من العمر ست سنوات الذي توفي للتو جوعًا. كما ذكر سامي أيضًا أن أعداد شاحنات المساعدات التي تصل إلى غزة خلال الأيام الماضية لا تتعدى الـ 50 في اليوم. وقال لزملائه إن المخزون في المستودعات قد نفد تمامًا أو أصبح منخفضًا للغاية وأن الكثير من المواد يجب أن تصل إلى غزة لمنع المجاعة. وكان يسأل مستغرباً، “لماذا لا تصل المزيد من المساعدات إلى غزة؟!”

تتدهور الحالة في غزة، خاصةً في الشمال المعزول، حيث تواجه قوافل المساعدات رفض التصاريح والتأخيرات الطويلة. هذا يترك السكان في حالات يائسة يلجؤون فيها إلى تدابير متطرفة كطحن العلف الحيواني وتناوله للبقاء على قيد الحياة. تتزايد محدودية الوصول إلى الموارد الأساسية مثل الماء والرعاية الصحية وأنظمة الصرف الصحي بشكل كبير، مما يزيد من تفشي الأمراض. يواجه سكان غزة أزمات متزايدة بما في ذلك التدمير الممنهج للنظام الغذائي من قبل إسرائيل، والإخلاءات الجماعية، والاضطرابات السكانية، والحركة المقيدة بين المناطق، وتحديات أخرى تفاقِم من انعدام الأمن الغذائي والاحتياجات الإنسانية.

تظهر قضية خطيرة في ظروف الجوع المأساوي في غزة، حيث لا يتم التوثيق الدقيق للأعداد المتزايدة من الذين يموتون بسبب أعراض الجوع، فتسجل وفياتهم في كثير من الأحيان تحت أسباب جسدية أخرى، مما يخفي العدد الحقيقي لضحايا الجوع. إنها أزمة صامتة، تمر الوفيات من الجوع دون أن يلاحظها أحد في ظل فوضى الحرب، وبالتالي لا يمكن رؤية زيادة في أعداد الوفيات بأعراض تتعلق بالجوع. هكذا يبقى مدى هذه الكارثة الإنسانية مخفيًا.

تبقى بعض القصص المروعة مثل تلك التي حدثت لابن صديق سامي وتلك التي حدثت لجنا البالغة من العمر أربعة عشر عامًا، التي استسلمت للجوع الشديد بعد أيام من النضال من أجل حياتها في مركز الإيواء بالقرب من خان يونس حتى عانت عائلتها من صعوبات للعثور على قبرٍ لها في ظل استمرار العنف، لتسلط الضوء على العواقب للوضع المأساوي في غزة.

ببساطة، يجب أن تصل المزيد من المساعدات إلى غزة. عادةً ما يُسمح بدخول المساعدات الإنسانية إلى مناطق الحروب لتقديم الإغاثة للمدنيين. ومع ذلك، هناك العديد من العقبات أمام تقديم المساعدات في غزة، ونطاق المعاناة كبير للغاية، حتى أن معظم الاحتياجات لا تُلبى ويموت الناس بسبب ذلك. يجب أن لا يقبل المجتمع الدولي هذا الوضع كحالة قائمة.

تتطلب أزمة الجوع في غزة اهتمامًا وتحركًا عاجلًا من المجتمع الدولي، بوجود مئات الآلاف في خطر المجاعة ووفيات كثيرة غير موثّقة، من الضروري أن تصل المزيد من المساعدات إلى غزة دون تأخير. لا ينبغي للأمن الغذائي أن يكون مثيراً للجدل، ويجب على العالم أن يتّحد لوقف الجوع في غزة وضمان حماية وصحة شعبها.

اقرأ عن استجابة أنيرا في غزة >>

OUR BLOG

Related

English في هذا السجل، ستقدم أنيرا تحديثات حول الوضع المتغير في فلسطين و استجابتنا. يرجى متابعة هذه الصفحة للحصول على أحدث المعلومات. 17 نيسان 2024 اليوم، قام فريق أنيرا في غزة بتوزيع 23,000 وجبة ساخنة من الدجاج والأرز في مطبخنا…

Read More

وصلت اللحظة التي كنا نخشاها منذ السابع من تشرين الأول / أكتوبر، لقد فقدنا أحد زملائنا الأعزاء في غزة. بقلب ثقيل، تعلن أنيرا عن استشهاد زميلنا موسى شوا، شهيد العمل الإنساني، في 8 آذار / مارس 2024 في الزوايدة –…

Read More
Read More

تبرع اليوم وغير حياة إنسان إلى الأبد